Vous souhaitez réagir à ce message ? Créez un compte en quelques clics ou connectez-vous pour continuer.
-28%
Le deal à ne pas rater :
-28% Machine à café avec broyeur à grain MELITTA Purista
229.99 € 318.99 €
Voir le deal

    إصلاح مقال أدبي (الاقصوصة)

    Med Lass3ed BHS
    Med Lass3ed BHS
    Admin
    Admin


    Messages : 951
    Points Merci : 15524
    Date d'inscription : 20/03/2010
    Age : 31
    Localisation : Zaouiet Kontech

    إصلاح مقال أدبي (الاقصوصة) Empty إصلاح مقال أدبي (الاقصوصة)

    Message par Med Lass3ed BHS Dim 30 Mai - 4:48

    إصلاح مقال أدبي

    الموضوع: لئن تفنن رواد الأقصوصة في استعمال الأساليب الفنية فإنهم قد اشتركوا في معالجة قضايا الواقع الاجتماعي.
    حلل هذا القول معتمدا شواهد دقيقة مما درست.

    التحليل:

    المقدمة:
    التمهيد:
    إن الأقصوصة في الأدب العربي المعاصر فن محدث يقوم على مقومات تفنن الأدباء في استخدامها استخداما يترجم وعيا حادا بخصوصية هذا الشكل الأدبي, ولم يكن الهدف من ذلك غير تصوير الواقع الاجتماعي رصدا لتناقضاته وانحرافاته.
    الموضوع:
    ولقد ذهب بعض النقاد إلى القول" لئن تفنن رواد الأقصوصة في استعمال الأساليب الفنية فإنهم قد اشتركوا في معالجة قضايا الواقع الاجتماعي".
    الإشكالية:
    فما هي أوجه التفنن في استعمال الأساليب الفنية القصصية؟
    وما مظاهر اشتراك كتاب الأقصوصة في معالجة قضايا الواقع الاجتماعي؟

    الجوهر:
    مقدمة الجوهر:
    تستند مقولة الموضوع إلى ثنائية الشكل الفني والمضمون الواقعي الاجتماعي في تراوحهما بين تنوع الأدباء في ممارسة المستوى الأول وتوحدهم في معالجة المستوى الثاني. فما أوجه الائتلاف والاختلاف بين كتاب الأقصوصة شكلا ومضمونا؟
    جوهر الجوهر:
    نستخلص في المقام الأول جملة من الأساليب المتنوعة فنيا, وقد تفنن كتاب الأقصوصة في تشكيلها على أنحاء مختلفة من الإبداع, ولعل أبرز هذه الأساليب التي تشكل الاختيار الفني المتنوع ذلك التوجه الكلاسيكي في حكاية الأفعال الذي يجلوه السرد الخطي المتعاقب الذي لا يعمد فيه الكاتب إلى تكسير خطية الزمن, فتسترسل الأحداث من بداية معلومة إلى نهاية مرسومة دون ارتداد إلى الماضي أو قفز إلى المستقبل, والمثل في ذلك ما ورد في أقصوصة "نبوت الخفير" لمحمود تيمور فقد سرد لنا الراوي حياة الغلام الأحدب من لحظة ارتباطه بالمعلم بداية إلى لحظة التهامه للحلوى وتعوده على العقوبة في سبيل ذلك نهاية دون رجوع الى حياة الطفل قبل ذلك التاريخ وتلك الحوادث.
    وفي مقابل ذلك قد يعمد بعض كتاب الأقصوصة إلى السرد الاستشرافي الاستباقي الذي يتطلع إلى ما ينبغي أن يكون لاما هو كائن كما الشأن في "حكاية الباب" لعز الدين المدني "يجب عليه أن يخرج قبل خمس دقائق من الآن".
    كما تنوعت أساليب القص بين التصوير الاجتماعي الجاد الذي يرصد تفاصيل الواقع بدقة كما "نبوت الخفير" و"صادق" حيث انكشفت ملامح حياة الغلام الأحدب في الأولى وأوجه معاناة الشاب صادق في الثانية, والتصوير الهزلي الساخر في أقصوصة "في شاطئ حمام الأنف" لعلي الدوعاجي إذ يرسم لنا صورة ركاب القطار و رواد الشاطئ والباعة فيه تصويرا كاريكاتوريا طريفا,إضافة إلى النمط الرمزي الذي يتخذ من شكل الحكاية نموذجا سرديا أقرب ما يكون إلى القناع الواقي من وهج المباشرة ( حكاية الباب) .
    وتنوعت إلى ذلك أنماط الحوار بين الثنائي أو الجماعي في أكثر من أقصوصة والحوار الباطني خاصة في "صادق" و"حكاية الباب" . واختلفت الرؤى أيضا حيث سيطرت الرؤية من الخلف التي تجعل الراوي عليما بباطن الشخصية القصصية
    ( رسم شخصية الغلام-صادق- المجرم) دون غياب للرؤية الخارجية والمصاحبة في النماذج الأخرى .
    فلهذا التنوع ما يحقق الثراء والتناسب بين نسق الأحداث وسياق الحديث دون نمطية في القص وتكرار في أشكاله, فكل كتابة هي تجربة مستقلة بأدواتها ومسالكها لكنها لا تخلو في المقابل من رصيد مشترك في موضوع الحكاية ومصادرها الواقعية.

    التخلص: فما هي القضايا المشتركة بين رواد الأقصوصة؟

    إننا في المقام الثاني من البحث في مواجهة واقع عربي مشترك بين الكتاب , فهم ينوعون العزف على وتر واحد, وان تنوعت ألحان أساليبهم, فكانت المواضيع متشابهة في معالجتها لانحرافات الواقع وتناقضاته الصارخة.
    فلقد مثل موضوع الفقر والمعاناة وتوتر العلاقات مشغلا أساسيا في "نبوت الخفير" والحجة على ذلك قول الراوي : " وكان الغلام يدعوه أباه دون أن يعلم من معنى الأبوة والبنوة غير أمرين : غلظة وشراسة من جانب الأب وخوف وكره من جانب الابن".
    وليست معاناة صادق ببعيدة عن هذا الوجه المأساوي , فقد كان عاطلا عن العامل وعانى طويلا عند اشتغاله بسبب قسوة المحامي عليه فقد ورطه في جريمة هو برئ منها بما أفضى به إلى الانتحار في آخر الأمر.
    وكذلك كانت معاناة المجرم لمدة طويلة وهو بين أسوار السجن وجدران الزنزانة في أقصوصة "حكاية الباب" إذ يبحث عن منفذ لاسترجاع حريته دون أن يفوز بشئ من ذلك, في الوقت الذي كان فيه السلطان والبواب يستمتعان برحلة شقائه وسعيه السيزيفي من أجل الخروج من الزنزانة قبل نهاية مدة العقاب طويل.
    كما مثل الانحراف القيمي موضوعا مشتركا بين الأدباء ففي" نبوت الخفير" انحراف عن الرحمة والعفو والعطف وفي "صادق" جنوح عن الأمانة والصدق والوفاء وفي "حكاية الباب" تلاعب بقيمة الحرية وعبث بإنسانية الإنسان.
    إننا إزاء بطل إشكالي في مختلف الأقاصيص, يبحث عن قيم أصيلة في مجتمع متدهور ,و هو المجتمع العربي الذي يصدر عنه مختلف الرواد.
    التأليف:
    تبدو لنا الكتابة القصصية عند رواد الأقصوصة إذن عملا منتجا للتنوع الفني ووحدة الهاجس النقدي الاجتماعي, وما ذاك إلا لبكارة التجربة عند العرب واشتغالها بتعديل خطواتها الأولى على ضوء النموذج الغربي المنشود, فلم يكن الاختلاف في مستوى الشكل سوى تنويع لألحان أغنية واحدة, وما كان التوافق غير اشتراك في أرضية مجتمعية مأزومة أنتجت تلك القضايا المتماثلة.
    الخاتمة:
    إن الأقصوصة الواقعية في نهاية الأمر أقاصيص تتنوع شكلا فنيا وتتوحد مضمونا اجتماعيا لتعبُر بالقارئ من متعة الفن والإبداع إلى الوقوف عند مناطق التوتر والتأزم في الواقع العربي دون خطابة سياسية أو إصلاح مباشر, فتظل العملية الإبداعية حينئذ موصولة بمقصد التسلية و الإفادة في الوقت نفسه.

      Sujets similaires

      -

      La date/heure actuelle est Lun 25 Nov - 1:56