أصبحت القصة القصيرة أحب الأنواع الأدبية إلى القراء في عصرناالحاضر لأنهاتلائمهم من حيث سرعة قراءتها في الحيز الصغير الذي تشغله في الصحيفة أوالمجلة ، أو الزمن المحدد وأول ما يميزالأقصوصة عن الرواية والقصة صغر حجمهاإن طبيعة الأقصوصة هي التركيز ،فهي تدور حول حادثه أو شخصيه أو عاطفة مفرده أو مجموعه من العواطف ،يثيرها موقف مفرد ، ولهذا فهي لا تزدحم بالأحداث الشخصياتوالمواقف كالرواية والقصة ، ولا تجد فيها تفصيلات ولا جزئياتتتصلبالزمان والمكان ، أو الأحداث والشخصيات ،ولا مجال فيها للاستطراد أولأطاله في الوصف ..
ووحدة الحدث أساس فيهاولهذا تكون كل عناصرهاخاضعة لتصوير الحدث وحده حتى يبلغ غايته ،
بل نجد كل كلمه فيها تؤدي دوراًلا تغني فيه كلمه سواها ،ولا يستغني كاتبها بالوصف لذاته ، بل للمساهمة فينمو الحدث.
ما هي القصة القصيرة؟ لقد انتقلت القصة من مفهومها القديم إلى مفهومها الفني الحديث المسمى بالأقصوصة أو القصة القصيرة كجنس مستقل بعد أن اشتهرت لدى كل الشعوب فالقصة هي الحياة كما يقول تودوروف ولا يمكن لشعب أن يتواجد دون أن يضمن رؤاه وخصائص هويته الأكثر غموضا في الحكاية وقد عرفت القصة لدى العرب بأشكال متنوعة كالخبر والحكاية والمثل والمقامة والنادرة وتعددت مواضيعها فهي من قصص العشاق إلى أحاديث السمر إلى أساطيرالجن، إلى أيام العرب ووقائع الفتوحات، إلى طرائف الحمقى والمجانين وكل ذلك لغايات (التاريخ / التسلية / التعليم / الوعظ / المناظرة) لكن كثرة المادة القصصية لدى العرب لم يوازها اهتمام بدراستها وضبط مفاهيمها وتدبر أساليبها بل وقع اللجوء في الغالب إلى دراسات غربية دخيلة على النص الأصلي يستلهمون منها الأفكار والمقاييس ولهذا نجد أن الأقصوصة كجنس هي في حد ذاتها من المفاهيم الوافدة الدخيلة على أدبناكإبداع وكنقد وانما تداخلت بأدبنا من خلال العلاقات الكنيسية والبعثات التبشيريةمنذ عصور اضافة إلى أهمية حملة بونارت على مصر 1798 موطن الأقصوصة الأول ودورالمؤسسات الفرنسية في تكوين البعثات التعليمية ورواد الترجمة. وتقوم الأقصوصة على عدد من المقومات أهمها:
ـ == قصر النص : == مسحة أساسية تقوم علىاعتبارين: == كمّي : == بتقليص الفضاءين الزماني والمكاني وقلة عدد الشخصياتواختصار الأحداث ومحاور الاهتمام. == كيفي : == وحدة الهاجس، وحدة الإنطباع،شمولية التأثير والإيحاء. ـ == وحدة الموضوع : == كل العناصر يجب أن توظف لإبرازالاهتمام بمدا ر واحد وتكون كثرة العناصر الأخرى مجرد لبنات أو عناصر خادمة للموضوع «ان الأقصوصة تتناول شخصية مفردة أو حادثة مفردة أو عاطفة مفردة أو مجموعة منالعواطف أثارها موقف مفرد» ادغار اَلان بو. ـ == الوحدة الزمنية : == التركيز علىلحظة واحدة هي مدار الاهتمام واليها تؤدي سائر الأزمنة (ان تعددت) وتعمق تأثيرها «لينتقل كاتب القصة القصيرة من الزمن كيف شاء وليجتز من الشهور والسنين ولكن الذييجعل عمله قصة قصيرة رغم ذلك... الوحدة الزمنية (..) التي تربط بين لمساتهالمتباعدة في الزمان» عزالدين إسماعيل (الأدب وفنونه).
== ـ وحدة الشخصية : == وحدة الشخصية لا تعني وجود شخصية واحدة فيستحسن الاقتصار من الشخصيات على ما يخدم الرؤية العامة للقصة ويؤدي إلى خدمة إحساس أو موقف بعينه: انه التركيز على لحظة أواحساس أو جزئية هي في الحياة أشبه بقطعة الفسيفساء، لكنها القطعة التي يمكن أن يتبين الناظر اليها فنا كاملا أو سمة أساسية من سمات اللوحة في كليتها.
ـ== وحدة الإنطباع == : هو أساس الرؤية الجمالية في الأقصوصة وهو تضافر جميع عناصرالأقصوصة لبناء أثر واحد «اذا كان الفنان بارعا فانه لا يسلط أفكاره على الأحداث وإنما هو يتصور سلفا انطباعا يروم بلوغه ثم ينتقي من الواقع ويركب من الأحداث مايكفل له بلوغ التأثير المراد» ادغار اَلان بو.
ـ == وحدة الهاجس : == قد تتعددعناصر الأقصوصة (الحجم والشكل ومنطق البناء والغاية وطبيعة التأثير) لكن ما يجمع بينها هو صدور منشئها عن شاغل واحد يشدّها جميعا.
ـ == لحظة التنوير : == إنهالحظة الكشف أو اللحظة الجامعة حيث تتجلى الفكرة ويصل الإنطباع قمته هو وقوع تغيرجذري يرافقه اهتزاز أو ارتجاج أو مفاجأة وربما التقاء هذه الألوان جميعا.
ـ == خصوصية البناء : == هنا يظهر الفرق الأساسي بين الرواية والأقصوصة فالأقصوصة لا يبني فيها الصعود ثم النزول بل تبنى فيها لحظة النهاية منذ البداية فالنهاية ليست ملائمةبالضرورة لما سبق انما هي معه في علاقة تناقض أو مفارقة أو ادهاش وهذا ما يعرف بالمفاجأة أو لحظة الإنقلاب.
ـ == شمولية التأثير: == بما أن الرواية لا تقرأ دفعةواحدة فانها لا يمكن أن تتسم بشمولية التأثير «ادغار اَلان بو» : «ان وحدة مقامالقراءة مضافة إلى قصر النص تمكن القارئ من جميع المعطيات فتتولد لديه لذة انتشاءفكأنه ازاء لوحة شاملة تساعد رؤية كل عنصر من عناصرها على رؤية عناصر أخرى أولاوعلى رؤية جميع العناصر مجتمعة ثانيا».
ـ == صرامة البناء: == يقول اَرلاند: «إنّ الإطالة والزوائد والاضطراب أمور قد تنتاب العمل الروائي فيبقى رغم ذلك مثيراللإعجاب، أما في الأقصوصة فإن أبسط الأمور (مثل تغير اللهجة أو اختلال السرعةاختلالا طفيفا أو التواء العبارة أو رسم خط رسما أكثر وضوحا مما ينبغي (أو أقل) كافية للقضاء على الأقصوصة إن الأقصوصة لا ترحم».
ـ == أهمية النهاية : == النهايةفي الأقصوصة ليست مجرد خاتمة... إنها المتحكم في طرائق الإنشاء وجميع الإيحاءات والروافد وهي مركز الثقل. «تتطلب الأقصوصة انقلابا حادا على نحو يجعل خطوطها الكبرى بينة واضحة» شليغل.
ـ == تماسك العناصر : == لابدّ أن تكون علاقة العناصر داخل الأقصوصة عضوية فتكون العناصر مترابطة وفق مبدأ التلاقي الذي يجعل كل اللبنات مهمابدت ثانوية ضرورية لبلوغ اللحظة الحاسمة لدرجة أن الاقصوصة على خلاف سائر الأنواع القصصية الأخرى ـ لا تقبل التمطيط أو التلخيص فهي كالقصيدة أو اللوحة «إذ الأقصوصةوحدة درامية غير قابلة للتجزئة ـ فلانري أوكنورـ فوحدة القصة هي التي تثير الانفعال وتؤدي المعنى والعمل القصصي في النهاية ليست وحدة مضمونية منطقية وإنما وحدة فنية تخيّلية.
ـ ال== تركيز: == هو أساسي في الأقصوصة وهو من مقتضيات ظهور المجال النصّي وضيق مجال الأركان القصصية «إن مادة الأقصوصة مختلفة تماما عن مادة الرواية ،فمادة الأقصوصة موحدة أما مادة الرواية فسلسلة من الحلقات أو الفصول. إن ما يعرض ويصوّر في الأقصوصة يفصل عما سواه (في الحياة) ويعزل عنه. أما الحلقات التي هي مدارالرواية فتلصق وتربط وتكون ممارستها بالتحليل والنشر والتفصيل أما ممارسة مادةالأقصوصة فتكون بالتركيز الدقيق الصارم، إن الأقصوصة نغم أو لحن منفرد ،أما الرواية فهي أشبه بسمفونية قوامها أنغام شتى (بول بورجيه).
ـ == الاسترسال الحادالسريع ==: يرى ايخنباوم أن الرواية تشبه نزهة طويلة هادئة في أماكن مختلفة، أماالأقصوصة فهي كتسلق صخرة أي أن التقدم فيه حاد مركّز لا مجال فيه للارتخاء أوالتباطؤ وهذا يقتضي اجتناب جميع وسائل التفصيل والزينة على نحو يجعل الأفكار مذببةواضحة.
ـ == حدة المنقلب : == انها أساس الطرافة في الأقصوصة فمدار الأقصوصة يمكن أن يكون حدثا عاديا ومألوفا لكن بناء مادتها على نحو مخصوص يساعد على تعميق الاحساس بالنهاية ويفرض بديلا غير منتظر. «إن هدف الأقصوصة أن يوضع حدث (مهم أوتافه) تحت الضوء الكاشف الوهاج وهذا الحدث حتى وإن كان مألوفا يسير الوقوع في الحياة اليومية فانه يغدو في الأقصوصة عجيبا مدهشا وربما صار فذّا فريدا وذلك لأنهيتجه من نقطة ما من الاقصوصة وجهة غير منتظرة وهذا الاتجاه يساعد على نفس هذا الحدث في خيال القارئ وذاكرته ولا سيما إذا كان هذا الحدث مستعارا من الحياة اليومية» (غودان: الأقصوصة الفرنسية). الاتصال بالواقع: هذه السمة أساسية بحكمتزامن ظهور الاقصوصة الحديثة مع ظهور المنحى الواقعي في الفن عموما. يقول( موبسانلعل )أكثر الأشياء بساطة وتواضعا هي التي تؤثر فينا تأثيرا حادا عميقا «لكن (ايخنباوم) يقول «أما الاقصوصة فقائمة على الوحدة والبساطة أساسا مع التنبيه ههنا إلى أن البساطة لا تعني أن الاقصوصة ذات بناء بدائي ضعيف» نظرية الادب فكاتب الأقصوص لايترك مادته الاولية على حالها بل يعالجها معالجة فنية تجعلها جديرة بأغرب التأثيروليس في هذا الزام بالواقع بقدر ما هو توق إلى احداث انطباع لدى المتقبل، انطباعامتصلا أساسا بروح العصر ونبضه وقد نجد اقاصيص موغلة في الخوارق حتى عند (موبسان) وهومن اعلام الواقعية والطبيعة مثل: بل أنّ الرعشة الناشئة عن الخوارق هي سراعجابه بالكاتب الروسي (تورجنياف) وهو يقول فيه «مع هذا القصاص نجد احساسا حادا بالخوف الغامض إزاء ما لا يرى أو إزاء المجهول المختفي وراء الجدار أو خلف الباب أو وراء هذه الحياة الظاهرة المرئية، مع هذا القصاص تخترقنا فجأة أنوار مريبة لا تضيءإلا بالقدر الذي يزيدنا رعبا». أهم== ية الإيحاء: == تتضافر هذه الخاصية مع ضمورالحيز النصي وهاجس التركيز وشحن اللغة بما ينبغي لإكساب العمل طاقة فنية صرفا ومن هنا كثيرا ما لا تنتهي الاقصوصة بانتهاء نصها ففعلها يتواصل في مجال ذات القارئ. يقول ميشال برنود إنّ الأقصوصة ترتحل بك ارتحالا خفيفا إنها لا تحتاج من الكلمات إلا عدد قليل لكنها بمثابة الطريق المختصرة إلى القلب». إن الأقصوصة هي نبض العصر لما فيها من قدرة على الإختزال وطرق لأهمّ القضايا في حيز نصي ضيق يقوم على نهاية مؤثرة ومقنعة لكن هذه المبادئ قابلة للتقليص والإندماج تحت عدد أقل وربماللاضافة بحكم تطور العصر وتطور الأجناس الأدبية
ووحدة الحدث أساس فيهاولهذا تكون كل عناصرهاخاضعة لتصوير الحدث وحده حتى يبلغ غايته ،
بل نجد كل كلمه فيها تؤدي دوراًلا تغني فيه كلمه سواها ،ولا يستغني كاتبها بالوصف لذاته ، بل للمساهمة فينمو الحدث.
ما هي القصة القصيرة؟ لقد انتقلت القصة من مفهومها القديم إلى مفهومها الفني الحديث المسمى بالأقصوصة أو القصة القصيرة كجنس مستقل بعد أن اشتهرت لدى كل الشعوب فالقصة هي الحياة كما يقول تودوروف ولا يمكن لشعب أن يتواجد دون أن يضمن رؤاه وخصائص هويته الأكثر غموضا في الحكاية وقد عرفت القصة لدى العرب بأشكال متنوعة كالخبر والحكاية والمثل والمقامة والنادرة وتعددت مواضيعها فهي من قصص العشاق إلى أحاديث السمر إلى أساطيرالجن، إلى أيام العرب ووقائع الفتوحات، إلى طرائف الحمقى والمجانين وكل ذلك لغايات (التاريخ / التسلية / التعليم / الوعظ / المناظرة) لكن كثرة المادة القصصية لدى العرب لم يوازها اهتمام بدراستها وضبط مفاهيمها وتدبر أساليبها بل وقع اللجوء في الغالب إلى دراسات غربية دخيلة على النص الأصلي يستلهمون منها الأفكار والمقاييس ولهذا نجد أن الأقصوصة كجنس هي في حد ذاتها من المفاهيم الوافدة الدخيلة على أدبناكإبداع وكنقد وانما تداخلت بأدبنا من خلال العلاقات الكنيسية والبعثات التبشيريةمنذ عصور اضافة إلى أهمية حملة بونارت على مصر 1798 موطن الأقصوصة الأول ودورالمؤسسات الفرنسية في تكوين البعثات التعليمية ورواد الترجمة. وتقوم الأقصوصة على عدد من المقومات أهمها:
ـ == قصر النص : == مسحة أساسية تقوم علىاعتبارين: == كمّي : == بتقليص الفضاءين الزماني والمكاني وقلة عدد الشخصياتواختصار الأحداث ومحاور الاهتمام. == كيفي : == وحدة الهاجس، وحدة الإنطباع،شمولية التأثير والإيحاء. ـ == وحدة الموضوع : == كل العناصر يجب أن توظف لإبرازالاهتمام بمدا ر واحد وتكون كثرة العناصر الأخرى مجرد لبنات أو عناصر خادمة للموضوع «ان الأقصوصة تتناول شخصية مفردة أو حادثة مفردة أو عاطفة مفردة أو مجموعة منالعواطف أثارها موقف مفرد» ادغار اَلان بو. ـ == الوحدة الزمنية : == التركيز علىلحظة واحدة هي مدار الاهتمام واليها تؤدي سائر الأزمنة (ان تعددت) وتعمق تأثيرها «لينتقل كاتب القصة القصيرة من الزمن كيف شاء وليجتز من الشهور والسنين ولكن الذييجعل عمله قصة قصيرة رغم ذلك... الوحدة الزمنية (..) التي تربط بين لمساتهالمتباعدة في الزمان» عزالدين إسماعيل (الأدب وفنونه).
== ـ وحدة الشخصية : == وحدة الشخصية لا تعني وجود شخصية واحدة فيستحسن الاقتصار من الشخصيات على ما يخدم الرؤية العامة للقصة ويؤدي إلى خدمة إحساس أو موقف بعينه: انه التركيز على لحظة أواحساس أو جزئية هي في الحياة أشبه بقطعة الفسيفساء، لكنها القطعة التي يمكن أن يتبين الناظر اليها فنا كاملا أو سمة أساسية من سمات اللوحة في كليتها.
ـ== وحدة الإنطباع == : هو أساس الرؤية الجمالية في الأقصوصة وهو تضافر جميع عناصرالأقصوصة لبناء أثر واحد «اذا كان الفنان بارعا فانه لا يسلط أفكاره على الأحداث وإنما هو يتصور سلفا انطباعا يروم بلوغه ثم ينتقي من الواقع ويركب من الأحداث مايكفل له بلوغ التأثير المراد» ادغار اَلان بو.
ـ == وحدة الهاجس : == قد تتعددعناصر الأقصوصة (الحجم والشكل ومنطق البناء والغاية وطبيعة التأثير) لكن ما يجمع بينها هو صدور منشئها عن شاغل واحد يشدّها جميعا.
ـ == لحظة التنوير : == إنهالحظة الكشف أو اللحظة الجامعة حيث تتجلى الفكرة ويصل الإنطباع قمته هو وقوع تغيرجذري يرافقه اهتزاز أو ارتجاج أو مفاجأة وربما التقاء هذه الألوان جميعا.
ـ == خصوصية البناء : == هنا يظهر الفرق الأساسي بين الرواية والأقصوصة فالأقصوصة لا يبني فيها الصعود ثم النزول بل تبنى فيها لحظة النهاية منذ البداية فالنهاية ليست ملائمةبالضرورة لما سبق انما هي معه في علاقة تناقض أو مفارقة أو ادهاش وهذا ما يعرف بالمفاجأة أو لحظة الإنقلاب.
ـ == شمولية التأثير: == بما أن الرواية لا تقرأ دفعةواحدة فانها لا يمكن أن تتسم بشمولية التأثير «ادغار اَلان بو» : «ان وحدة مقامالقراءة مضافة إلى قصر النص تمكن القارئ من جميع المعطيات فتتولد لديه لذة انتشاءفكأنه ازاء لوحة شاملة تساعد رؤية كل عنصر من عناصرها على رؤية عناصر أخرى أولاوعلى رؤية جميع العناصر مجتمعة ثانيا».
ـ == صرامة البناء: == يقول اَرلاند: «إنّ الإطالة والزوائد والاضطراب أمور قد تنتاب العمل الروائي فيبقى رغم ذلك مثيراللإعجاب، أما في الأقصوصة فإن أبسط الأمور (مثل تغير اللهجة أو اختلال السرعةاختلالا طفيفا أو التواء العبارة أو رسم خط رسما أكثر وضوحا مما ينبغي (أو أقل) كافية للقضاء على الأقصوصة إن الأقصوصة لا ترحم».
ـ == أهمية النهاية : == النهايةفي الأقصوصة ليست مجرد خاتمة... إنها المتحكم في طرائق الإنشاء وجميع الإيحاءات والروافد وهي مركز الثقل. «تتطلب الأقصوصة انقلابا حادا على نحو يجعل خطوطها الكبرى بينة واضحة» شليغل.
ـ == تماسك العناصر : == لابدّ أن تكون علاقة العناصر داخل الأقصوصة عضوية فتكون العناصر مترابطة وفق مبدأ التلاقي الذي يجعل كل اللبنات مهمابدت ثانوية ضرورية لبلوغ اللحظة الحاسمة لدرجة أن الاقصوصة على خلاف سائر الأنواع القصصية الأخرى ـ لا تقبل التمطيط أو التلخيص فهي كالقصيدة أو اللوحة «إذ الأقصوصةوحدة درامية غير قابلة للتجزئة ـ فلانري أوكنورـ فوحدة القصة هي التي تثير الانفعال وتؤدي المعنى والعمل القصصي في النهاية ليست وحدة مضمونية منطقية وإنما وحدة فنية تخيّلية.
ـ ال== تركيز: == هو أساسي في الأقصوصة وهو من مقتضيات ظهور المجال النصّي وضيق مجال الأركان القصصية «إن مادة الأقصوصة مختلفة تماما عن مادة الرواية ،فمادة الأقصوصة موحدة أما مادة الرواية فسلسلة من الحلقات أو الفصول. إن ما يعرض ويصوّر في الأقصوصة يفصل عما سواه (في الحياة) ويعزل عنه. أما الحلقات التي هي مدارالرواية فتلصق وتربط وتكون ممارستها بالتحليل والنشر والتفصيل أما ممارسة مادةالأقصوصة فتكون بالتركيز الدقيق الصارم، إن الأقصوصة نغم أو لحن منفرد ،أما الرواية فهي أشبه بسمفونية قوامها أنغام شتى (بول بورجيه).
ـ == الاسترسال الحادالسريع ==: يرى ايخنباوم أن الرواية تشبه نزهة طويلة هادئة في أماكن مختلفة، أماالأقصوصة فهي كتسلق صخرة أي أن التقدم فيه حاد مركّز لا مجال فيه للارتخاء أوالتباطؤ وهذا يقتضي اجتناب جميع وسائل التفصيل والزينة على نحو يجعل الأفكار مذببةواضحة.
ـ == حدة المنقلب : == انها أساس الطرافة في الأقصوصة فمدار الأقصوصة يمكن أن يكون حدثا عاديا ومألوفا لكن بناء مادتها على نحو مخصوص يساعد على تعميق الاحساس بالنهاية ويفرض بديلا غير منتظر. «إن هدف الأقصوصة أن يوضع حدث (مهم أوتافه) تحت الضوء الكاشف الوهاج وهذا الحدث حتى وإن كان مألوفا يسير الوقوع في الحياة اليومية فانه يغدو في الأقصوصة عجيبا مدهشا وربما صار فذّا فريدا وذلك لأنهيتجه من نقطة ما من الاقصوصة وجهة غير منتظرة وهذا الاتجاه يساعد على نفس هذا الحدث في خيال القارئ وذاكرته ولا سيما إذا كان هذا الحدث مستعارا من الحياة اليومية» (غودان: الأقصوصة الفرنسية). الاتصال بالواقع: هذه السمة أساسية بحكمتزامن ظهور الاقصوصة الحديثة مع ظهور المنحى الواقعي في الفن عموما. يقول( موبسانلعل )أكثر الأشياء بساطة وتواضعا هي التي تؤثر فينا تأثيرا حادا عميقا «لكن (ايخنباوم) يقول «أما الاقصوصة فقائمة على الوحدة والبساطة أساسا مع التنبيه ههنا إلى أن البساطة لا تعني أن الاقصوصة ذات بناء بدائي ضعيف» نظرية الادب فكاتب الأقصوص لايترك مادته الاولية على حالها بل يعالجها معالجة فنية تجعلها جديرة بأغرب التأثيروليس في هذا الزام بالواقع بقدر ما هو توق إلى احداث انطباع لدى المتقبل، انطباعامتصلا أساسا بروح العصر ونبضه وقد نجد اقاصيص موغلة في الخوارق حتى عند (موبسان) وهومن اعلام الواقعية والطبيعة مثل: بل أنّ الرعشة الناشئة عن الخوارق هي سراعجابه بالكاتب الروسي (تورجنياف) وهو يقول فيه «مع هذا القصاص نجد احساسا حادا بالخوف الغامض إزاء ما لا يرى أو إزاء المجهول المختفي وراء الجدار أو خلف الباب أو وراء هذه الحياة الظاهرة المرئية، مع هذا القصاص تخترقنا فجأة أنوار مريبة لا تضيءإلا بالقدر الذي يزيدنا رعبا». أهم== ية الإيحاء: == تتضافر هذه الخاصية مع ضمورالحيز النصي وهاجس التركيز وشحن اللغة بما ينبغي لإكساب العمل طاقة فنية صرفا ومن هنا كثيرا ما لا تنتهي الاقصوصة بانتهاء نصها ففعلها يتواصل في مجال ذات القارئ. يقول ميشال برنود إنّ الأقصوصة ترتحل بك ارتحالا خفيفا إنها لا تحتاج من الكلمات إلا عدد قليل لكنها بمثابة الطريق المختصرة إلى القلب». إن الأقصوصة هي نبض العصر لما فيها من قدرة على الإختزال وطرق لأهمّ القضايا في حيز نصي ضيق يقوم على نهاية مؤثرة ومقنعة لكن هذه المبادئ قابلة للتقليص والإندماج تحت عدد أقل وربماللاضافة بحكم تطور العصر وتطور الأجناس الأدبية